Print

التهديدات الحربيّة ض
By Shamus Cooke
Global Research, January 22, 2012
22 January 2012
Url of this article:
https://www.globalresearch.ca/1575-1604-1578-1607-1583-1610-1583-1575-1578-1575-1604-1581-1585-1576-1610-1617-1577-1590/28810

أنا أدعو هؤلاء الذين يظنون أن الولايات المتحدة لن تحرض على حرب جديدة في الشرق الأوسط أن يفكروا مجدداً..

متسلحٌ بنجاحه في قصف ليبيا والدور الذي لعبته قواته في اغتيال العقيد القذافي، يسعى أوباما لتطبيق نفس الإستراتيجية في سوريّة في نفس الوقت يوجه تهديداته العسكرية إلى إيران، في كلا الحالتين فإن الولايات المتحدة تحاول أن تهيء الظروف المناسبة للحرب في المنطقة التي تغلي بالفعل بسبب عقود طويلة من الدعم الأمريكي لأنظمتها الأستبداديّة بالإضافة إلى العدوان الأمريكي المستمر على شعوبها.

في سوريّة يجري التخطيط بدقة لتطبيق المعادلة التي طبقت في ليبيا تحت نفس المسمى وهو حمايّة حقوق الإنسان، إن الولايات المتحدة تحشد دول الجامعة العربيّة لتفتح الطريق أمام تحالف إقليمي لتطبيق نفس الإستراتيجيات الأمريكية ومنها حظر الطيران.

وسائل الإعلام الأمريكية التي تروج لمطالب المتظاهرين -بدون أن تتحق من صدقيتها- والتي تدعو إلى فرض حظر للطيران، أو تدعو لتشكيل جيش عربيّ لغزو سوريّة والإطاحة بالحكومة السوريّة تلعب الدور الذي أرادته لها الولايات المتحدة من خلال السعي لتوجيه الاحتجاجات الشعبية التي تجري في سوريّة لنحو تغيير النظام السوريّ بهدف استبداله بنظام آخر موالي لها، ويخدم مصالحها بشكل أفضل من النظام الحالي.

زعماء المعارضة السوريّة الذين قدموا خدماتهم هديّة للولايات المتحدة، علماً أنهم لا يمثلون الشارع السوريّ ولا يؤثرون فيه، يطالبون اليوم بتدخل عسكريّ أمريكي.
تقارير يوميّة:
إدارة الرئيس أوباما تحضر خيارات لمساعدة المعارضة السوريّة بشكل مباشر (عسكريّ) أثنين من كبار المسؤولين في إدارة أوباما صرّحا لمجلة فوريان بوليسي الأمريكية أن مجموعة صغيرة من ممثلي عدد من الوكالات الأمريكية (الفدرالية طبعاً) التقوا لمناقشة تقديم مساعدات إنسانية (دعمٌ عسكريّ) للمتمردي في سوريّة وقد عينوا منسقاً خاصاً للعمل مع المتمردين، كما وناقشوا إنشاء ممرات إنسانيّة (أي عسكريّة) على طول الحدود السوريّة-التركيّة إلا أن ذلك سيتطلب فرض حظر طيران. (٢٩ ديسمبر ٢٠١١)

المجلّة استخدمة كلمة إنسانيّ لوصف العمل العسكريّ، وهو لا ريب ما استخدمته الولايات المتحدة من قبل في تصريحاتها لوسائل الإعلام، فبعد أن جربت ليبيا مساعدات الجيش الأمريكي “الإنسانيّة” من غير المحتمل أن شعوباً أخرى ستقوم بطلب المساعدة الإنسانية من جيش الولايات المتحدة خاصّة بعد أن دمّر الجيش الأمريكي العراق وغادره تاركاً البلاد على شفا حرب أهليّة. واستمرار ضربه لأفغانستان متظاهراً أنه سيفوز بتلك الحرب، كما أن الدخان الأسود لا زال يتصاعد من المساعدة الإنسانية التي قدمها لليبيا.

كذبة التدخل الإنساني باتت مفضوحة بشكل كبير فعندما وافقت إدارة أورباما يوم ٢٩ ديسمبر ٢٠١١ على بيع أسلحة بقيمة ثلاثين مليار دولار إلى أكبر نظامٍ قمعي في تاريخ البشريّة وهو نظام المملكة العربية السعوديّة وفي نفس الوقت وعلى نفس الصفحة تنشر وسائل الإعلام في الولايات المتحدة خبر دعوات التدخل الإنسانيّ في سوريّة بدون خجل من نفاقها العلني.

لتبعد الأنظار عن سلاحها، دوافعها ودورها فإن الولايات المتحدة ستضع الجامعة العربيّة في واجهة الأحداث، فمن هي الجامعة العربيّة؟
تتشكل هذه الجامعة من عدد من الدول العربيّة التي تمتلك علاقات عسكريّة وسياسيّة وثيقةٍ مع حكومة الولايات المتحدة، والتي تعتمد في بقائها على رأس السلطة على الدعم الذي تقدمه لها الولايات المتحدة والسلاح الذي تبيعه لها. وأنظمة هذه الدول هي بعضٌ من أعتى الأنظمة الإستبداديّة في العالم وهي حليفة وثيقة للولايات المتحدة ونذكر منها: المملكة العربيّة السعودية، البحرين، قطر، الأردن، اليمن، العراق، عُمان، الإمارات العربية المتحدة والسودان التي يرجع الفضل الأول لاستمرار الأنظمة السياسية فيها للولايات المتحدة. ولذلك نستطيع أن نوصف الجامعة العربيّة بأنها دميّة في يدها.

سوريّة أشارت إلى نفاق لجنة المراقبين التي أرسلتهم إليها الجامعة بعد توقيع البروتوكول الأخير بينهما، هذه اللجنة التي يرأسها جنرال سوداني عرف بكونه عدواً لحقوق الإنسان حتى أن وكالة الأسوشيتد برس وثقت تلك الملاحظة السوريّة:
“… تثير أسئلة مقلقة حول كون الأعضاء في الجامعة العربيّة هي من بين أقل الدول مراعاةً لحقوق الإنسان وتمتلك أسوأ السجلاّت في هذا المجال، فهل تصلح لمهمة مراقبة إلتزام القوّات الموالية للرئيس بشار الأسد بالتوقف عن القمع وبتنفيذ الإتفاقات المبرمة مع الجامعة العربيّة” ٢٩ ديسمبر ٢٠١١

إذا قامت الجامعة العربيّة بطرد سوريّة كما فعلت مع ليبيا فإنها ذلك ستعطي الضوء الأخضر للولايات المتحدة وحلفائها العرب لغزو سوريّة لأسباب عسكريّة إنسانيّة تحت إشراف ومساعدة الجيش الأمريكي من خلف الكواليس كما كان الحال مع ليبيا وتنسيق الأعمال العسكرية في الوقت الذي تقوم به الجامعة العربيّة بتوفير المعلومات الإستخباراتية للغزو وستكون القنابل كلها التي ستسقط على سوريّة أمريكية الصنع.

الوضع الإيراني ليس أفضل، فالعقوبات الإقتصادية التي تزمع الإدارة الأمريكية على تطبيقها هي عمل من أعمال الحرب على إيران، لأنها ستكون ذات تأثير مدمّر على الإقتصاد الإيراني، وستستخدم العقوبات في هذه الحالة كنوع من التحرش بإيران التي هددت بإغلاق مضيق هرمز (نقطة تجاريّة عالميّة حيويّة) وكان ردّ القوّات الأمريكية سريعاًن فقد هدد الناطق بإسم الإسطول الخامس الأمريكي اللفتانانت ربيكا ريباش إيران قائلاً: (البحريّة الأمريكّية) دائماً على أستعداد لمواجهة الإجراءات الحاقدة لضمان حريّة الملاحة البحرية.
هذا تهديد صريح بالحرب، كما أن موقف أوباما بعدم تعليقه على الموضوع يشير إلى موافقته.

عدد آخر من المسؤولين الأمريكيين قام مؤخراً بإطلاق تصريحات استفزازيّة ضد إيران في وسائل الإعلام، مع تركيزهم على احتمال حصول إيران على السلاح النووي في المستقبل القريب، ولكن حتى اليوم لا يوجد أي دليل دامغ على قرب إيران من إمتلاكها لأسلحة دمار شامل، والخطاب المعادي لإيران الذي يدعي سعيها للحصول على أسلحة دمار شامل غير صحيح وغير موضوعيّ، وحتى لو أمتلكت إيران ذلك السلاح فإن إيران لن يكون لديها دافع لإستخدامه حيث أن إسرائيل قادرة بسهولة على محو إيران بترسانتها النووية وإيران تدرك ذلك!

الهجوم على سوريّة مع\أو إيران سيفتح باباً واسعاً أمام حرب إقليميّة شاملة وربما حربٍ دوليّة.

تقارير رويترز:

روسيا ترسل سفناً حربيّة إلى قاعدتها البحريّة في سوريّة في عرض للقوّة ما يوحي أن موسكو مستعدة للدفاع عن مصالحها في هذا البلد الذي تمزقه النزاعات الداخليّة في حين أن الضغوط الدوليّة تتزايد على حكومة الرئيس بشار الأسد.. روسيّا التي تمتلك قاعدةً بحريّة لصيانة أسطولها البحريّ في سوريّة والتي لديها تجارة سلاح مع سوريّة تقدر بمئات الملايين من الدولارات سنوياً أنضمت إلى الصين في استخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن ضد قرارات مدعومة من الغرب لإدانة حكومة الأسد..) ٢٨ نوفمبر ٢٠١١

كما أن مصادر عسكريّة روسيّة ذكرت أن الوجود العسكريّ الروسيّ في سوريّة مقصود منه على نحو ما ليكون رادعاً ضد الهجمات الخارجيّة لأن سوريّة هي الحليف والشريك التجاريّ لروسيا، ألن تهب الولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عن المملكة العربيّة السعوديّة إذا ما قررت موسكو مهاجمتها؟

الوضع الدولي على وشك إنفجار خطير إذا ما رأت الصين وروسيا أن مضي الولايات المتحدة في خططها للهجوم على سوريّة\إيران هو هجوم على حدودهما أو يهدد أمنهما القوميّ.

الولايات المتحدة إن افترضت أن روسيا أو الصين لن تقوما بالردّ العسكري ستكون مخطئة، فقد أساءت التقدير من قبل قبل أوعز الرئيس بوش الأبن إلى رئيس جورجيا وهو دميّة بيد الولايات المتحدة أوعز بالهجوم على أبخازيا و أوسيتيا الجنوبيّة، وكانت روسيا قد صدمت الجميع عندما هجمت على جورجيا وأفشلت الهجوم، فإذا ما قام جيشٌ عربيّ بالهجوم على سوريّة وتدخلت روسيا لا شك أن الجيش الأمريكي سيتورط في مواجهة مباشرة مع روسيا.

لعبة الحرب غالباً ما تلعب كالبوكر، عندما تحاول دولة أن تخدع خصمها وتأمل أن الجهة الأخرى ستنسحب، إستفزازات أوباما المتهورة قد تصل إلى ذلك الحدّ قريباً على حساب شعوب الشرق الأوسط وربما على حسابناإذا تورطت الولايات المتحدة في حربٍ على سوريّة أو إيران والأمر متروك لشعب الولايات المتحدة للتحرك بشكل سريع وتعبئة الشارع لمنع هكذا هجوم.

شاموس كوك
عامل إجتماعي – نقابي- وكاتب لـ(وركرز أكشن)
 http://www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=28427

ترجمة توفيق قربة 

Disclaimer: The contents of this article are of sole responsibility of the author(s). The Centre for Research on Globalization will not be responsible for any inaccurate or incorrect statement in this article.