أوتاوا تقاطع طهران : الدعاية الامبريالية ضد ايران وسورية

In-depth Report:

عموميات

وأخيرا، أعلنت أوتاوا رأيها بشكل فاصل. لقد قاطعت ايران وتبنت رؤية مانوية للعالم، بل بُوشـَوية(1). فقد أعلن وزير الخارجية الكندية، جون بيرد، أنه تم استدعاء جميع الموظفين الدبلماسيين الكنديين، وأن جميع الدبلوماسيين الإيرانيين في كندا قد تلقوا امرا بمغادرة البلاد في أجل مدته خمسة أيام.
وكما اوضحنا في “إلياذة السابع من سبتمبر”(2)، فإن الطريقة التي طور بها السيد بيرد تصريحه اقل تناسبا بكثير.
 لم يتحدث كوزير، ولكن كأخيل ذي القدمين السريعتين. كان عليه ان يكون المتحدث الرسمي باسم غضب هيفايستوس(3)، وأن يتكلم بنبرة ملحمية فخيمة وجافة، كما لو أنه يتوجه بذلك الى  فويبيس أبولو أمام أسوار طروادة (4).
والحال هذه، فقد كان للسيد بيرد داع بسيط جدا وواضح جدا للغضب والدفاع عنه: السلام العالمي، وكان عرضه اكثرما يمكن ان نقراه من خلط. يبقى اضافة أن أسباب غضب أوتاوا على طهران كثيرة، وحال الامور التي ترتب عليها أن قول ذلك هي كما يلي:
 
أولا، ” تعتبر كندا أن حكومة إيران اليوم بمثابة أكبر تهديد للسلام والأمن العالمي”؛
ثانيا، “إن النظام الإيراني يقدم مساعدات عسكرية متزايدة لنظام الأسد”؛
ثالثا، “انها ترفض الامتثال لقرارات الأمم المتحدة بشأن برنامجها النووي”؛
رابعا، “انها تهدد باستمرار وجود إسرائيل وتطلق عبارات عنصرية ومعادية للسامية، وتحرض فوق ذلك على الإبادة الجماعية”؛
خامسا، “تعد من بين أسوأ منتهكي حقوق الإنسان في العالم”؛
سادسا، “انها تأوي جماعات إرهابية حيث توفر لها مساعدة مادية”.
شيطنة النظام الإيراني: ماذا عن السلطنات العربية؟
 
في البدء، نتناول بالنقد النقطة الثانية من إعلان أوتاوا، التي تتهم النظام الإيراني بتقديم “مساعدات عسكرية متنامية لنظام الأسد”، والتي -وفقا لمصدر الاتهام نفسه- سحقت بوحشية، وبمساعدة جبابرة “هاديس”، ثورة ديمقراطية سلمية، تقودها جمهرة من الرهبان المتأملين.
لم يعد سرًّا أن إيران تقدم مساعدات عسكرية متزايدة للحكومة السورية؛ فالقادة الإيرانيون أنفسهم لا يخفون ذلك. بل إنهم صرحوا مرارا أنهم لن يسمحوا لـ “العدو بالتوغل في سورية”(5). والحال هذه، فإن كانت ايران تقدم حقا مساعدات عسكرية لحكومة سورية، فليس اقل صحة ان تركيا والمملكة العربية السعودية وإمارة قطر توفر، بدورها، مساعدات عسكرية ضخمة للجماعات المسلحة في ما يسمى “المعارضة” السورية، وتسهيل اختراق مقاتلي القاعدة الأراضي السورية، ليس لإقامة الديمقراطية-الديمقراطية، كما يعتقد دائما السيد بيرد، وإنما لـ”شن حرب” ضد الكفار، ورمي الأقليات المسيحية والمسلمة السورية بالهرطقة، وهذا بحرق الكنائس والأديرة وتذبيح المدنيين والأبرياء.
ما نعرضه هنا ليس مؤخوذا من اغاني التروبادور ولا من  حكايات الفروسية(6)، بل على العكس من ذلك، فهو محقـَّق فيه وموثق حتى من طرف المتشدقين الاكثر ايمانا بـ”الربيع العربي” المزعوم. نقرأ هنا ما تقوله وسائل الإعلام الاحتكارية عن الدور الذي يلعبه الخليفة التركي والإمارات والسلطنات العربية في نقل مقاتلي القاعدة الى سورية:
أولا، اوضحت الصحيفة الأمريكية نيويورك تايمز ازدياد عدد الجهاديين في سورية، التي أصبحت قطبا جاذبا لجميع إسلاميي القاعدة:
“The evidence is mounting that Syria has become a magnet for Sunni extremists, including those operating under the banner of Al Qaeda. An important border crossing with Turkey that fell into Syrian rebels’hands last week, Bab al-Hawa, has quickly become a jihadist congregating point [7]”.
.. “إن الأدلة على أن سورية أصبحت قطبا جاذبا للمتطرفين السنة تتراكم، بمن فيهم ذلك اولئك الذين ينشطون تحت لواء تنظيم القاعدة. لقد اصبح معبر حدودي مهم مع تركية، هو “باب الهوى”، نقطة تجمع للجهاديين، وكان قد سقط في أيدي المتمردين السوريين الأسبوع الماضي (7).
ثانيا، في روبورتاج نشر بصحيفة بريطانية، “الغارديان”، جاء أن الواقع على أرض الميدان يغدو مظلما إذا ما القارئ أدرك أن ما يسمى “مظاهرات سلمية” لم يكن، في الواقع، سوى فبركة إعلامية، وأن سورية قد تم غزاها بكثافة آلاف من مقاتلي تنظيم القاعدة:
“… But these were not average members of the Free Syrian Army. Abu Khuder and his men fight for al-Qaida. They call themselves the ghuraba’a, or “strangers”, after a famous jihadi poem celebrating Osama bin Laden’s time with his followers in the Afghan mountains, and they are one of a number of jihadi organisations establishing a foothold in the east of the country now that the conflict in Syria has stretched well into its second bloody year” ;
“Almost every rebel brigade has adopted a Sunni religious name with rhetoric exalting jihad and martyrdom” ;
“Religion is a major rallying force in this revolution [8]” ;
“Abu Omar gave an order in Arabic, which was translated into a babble of different languages – Chechen, Tajik, Turkish, French, Saudi dialect, Urdu [9]”.
.. ولكن هؤلاء لم يكونوا من مقاتلي الجيش السوري الحر العاديين، فأبو خضر ورجاله يقاتلون لصالح القاعدة. يطلقون على أنفسهم اسم “الغرباء”، حسب قصيدة جهادية شهيرة تمجد الأيام التي قضاها أسامة بن لادن مع أنصاره في الجبال الأفغانية، إنهم ايضا جزء من منظمات جهادية عديدة وضعت لها بالفعل موطئ قدم في شرق البلاد، الآن، حيث يدخل الصراع في سورية عامه الدموي الثاني”.
“تبنت كل فرقة متمردة سنية اسما دينيا بليغا يمجد الجهاد والاستشهاد”؛
“الدين هو قوة كبرى للحشد في هذه الثورة”.
“اصدر أبو عمر أمرا باللغة العربية، ترجم إلى ثرثرة بلغات مختلفة – بالشيشانية والطاجيكية والتركية والفرنسية وباللهجة العامية السعودية والأردية”.
ثالثا، نشرت الصحيفة الامريكية “الاندبندنت” تقريرا عن دور الخليفة التركي والإمارات والسلطنات العربية بخصوص عمليات نقل ضخمة للأسلحة إلى الأراضي السورية. واوضحت أن المستفيدين من هذه الترسانة هم مقاتلو القاعدة وليس الرهبان ذوو الأردية البيضاء:
 “Syrian rebels are being armed by Saudi Arabia and Qatar, The Independent has learnt, in a development that threatens to inflame a regional power struggle provoked by the 15-month-old uprising against the Assad regime.
Rebel fighters from the Free Syrian Army (FSA) have received weapons from the two Gulf countries, which were transported into Syria via Turkey with the implicit support of the country’s intelligence agency, MIT, according to a Western diplomat in Ankara[10]”.
وقد علمت “الاندبندنت” ان المتمردين السوريين يتلقون السلاح المملكة العربية السعودية وقطر، الأمر الذي يقود -في الواقع- الى تطور يهدد بإشعال صراع السلطة الإقليمية، يثار منذ 15 شهرا بالانتفاضة ضد نظام الأسد.
إما أن حكامنا يقرأون الصحف أو أنهم لا تقرأون..
إذا كانوا لا يقرأون، فإن سؤالا جادا يطرح نفسه: على أي أساس يتخذون قرارات استراتيجية تحدد مستقبل الملايين من الكنديين، وكذا موقع بلدنا على الساحة الدولية؟ ما هي أسس تبريراتهم؟ انها بالتأكيد ليست طيبة رئيس الوزراء ستيفن هاربر ولا مشاعر حب البشر-البشرية للسيد بيرد. وهذه الأسس، أهي امور ملموسة مدعمة بمعطيات واقعية من الميدان؟ هل هي أيديولوجية، تاخذ بالحسبان –حصرا- ايديولوجية هذه الشريحة او تلك من الكنديين على الرغم من وجهات النظر الأخرى؟ أهي تعسفية لسبب بسيط وهو أنهم لا يقرأون؟ في المقابل، إذا كان قادتنا يقرأون الصحف جيدا، فمن الواجب في هذه الحال قرع جرس الانذار، لأننا إذذاك في مواجهة كارثة سياسية: قادتنا يضحكون علينا!
المسيحيون السوريون يذبحون في صمت
 
في خطاب حكومة هاربر بخصوص سورية، ليست هناك أية إشارة إلى دور الخليفة التركي والإمارات والسلطنات العربية في ضخ مقاتلي القاعدة في سورية، وليس هناك أي تلميح للهجومات الإرهابية التي تشنها هذه المجموعات ضد الأقليات الدينية المسيحية والمسيحية البدعية، لا شيء من ذلك أبدا، بل صمتا يوقظ –في المقابل- جما كبيرا من الشكوك.
لقد أشار تقرير منشور في صحيفة دير شبيغل الألمانية أن الآلاف من السوريين فروا إلى لبنان، ليس بالضرورة خوفا من نظام الأسد، ولكن بسبب الهجمات التي تقودها قوات متمردي ما يسمى بـ”الثورة” السورية. وأشار التقرير ايضا كيف أن الأقلية المسيحية في سورية تعاني من هجومات الجماعات المتمردة المسلحة:
“… the women described what happened to their husbands, brothers and nephews back in their hometown of Qusayr in Syria. They were killed by Syrian rebel fighters, the women said — murdered because they were Christians, people who in the eyes of radical Islamist freedom fighters have no place in the new Syria [11]”.
وصف النساء … ما حدث لإخوانهم، وأبناء اخوتهن في مسقط رؤوسهم بـ”القصير” بسورية. لقد قام المقاتلون المتمردون السوريون بتصفيتهم، كما قلن، لقد قتلوا لأنهم كانوا مسيحيين، ولا مكان لهم، حسب مقاتلي الحرية الإسلامويين المتطرفين، في سورية الجديدة.
ان الوقائع التي ذكرناها أعلاه ليست جزءا من دعاية الحكومة السورية، بالعكس، فإن من أوردها هي صحيفة “دير شبيغل”، التي تعتبر احدى اهم صحف الاحتكار في العالم، نصل الحرب الإمبريالية ضد سورية، ما يدفعنا حقا الى ان نتساءل هنا: ما ردة فعل التي يستطيع السادة بيرد وهاربر اتخاذها حيال روبورتاج من هذا القبيل؟
ضجيج الحرب على إيران
 
منذ عام، لم نتوقف عن لفت انتباه قراء مركز ابحاث موندياليزاسيون CRM (12) إلى دسائس حكومات التحالف المقدس ضد سورية. اتبعنا طرقا متعرجة إذ سعت وسائل الإعلام الاحتكارية الى الاستيلاء على الرأي العام. وأوضحنا في الوقت ذاته كيف أن المصالح الاستراتيجية للإمبريالية العالمية تقاطعت مع مصالح الإسلاموية الخلافوية التركية والاستبداد الظلامي العربي، لإنشاء التحالف المقدس.
والحال هذه، فإن بعض الحقائق فيما يتعلق ببلدنا وتموقعه على الساحة الدولية تثبت، يوما بعد يوم، وبشكل صادم، الى اي مدى تتورط حكومة هاربر، بقطيعتها مع إيران، في هذا التحالف المقدس.
ليست التقارير اليومية الواردة من سورية فقط ما أسقط كل أقنعة ديونيسوس، التي اختفت خلفها وجوه الفاعلين الحقيقيين في المأساة السورية، بل ايضا آلهة أولمب(13)، التي احتمت قديما خلف الغيوم(14)، قد هبطت على الأرض تلبية لجبابرة التارتار(15). كذلك ستيفن هاربر تمثل بأغاممنون، وجون بيرد بأخيل السريع، ورافق هذين الاثنين بنيامين نتنياهو، الذي يتقن جيدا دور مينيلوس.
ومواجهة للاستعدادات الرامية الى شن حرب قادمة على ايران، نرفع أصواتنا ونضمها إلى صوت ميشال شوسودوفسكي ، ونطلب من قرائنا نشر هذه الرسالة عبر العالم كله:
نطالب الجميع في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وإسرائيل وتركية والكل عبر العالم بمعارضة هذا المشروع العسكري، وان ينتفضوا ضد حكوماتهم التي تدعم العمل العسكري ضد إيران، وضد وسائل الإعلام التي تعمل على تمويه الآثار المدمرة للحرب المزمعة على إيران(16).
الكاتب: الدكتورة فداء دكروب
دكتوراه في الدراسات الفرنسية 2010 (UWO, 2010)  ، فداء دكروب كاتبة وباحثة، وعضو في “مجموعة البحوث والدراسات حول الآداب والثقافات الفرنكوفونية(GRELCEF) بجامعة ويسترن أونتاريو. وهي ناشطة من أجل السلام والحقوق المدنية.
هذه المقالة موجودة في  Mondialisation.ca
ترجمة: خالدة مختار بوريجي
الصفحة الرسمية للكاتبة : www.fidadakroub.net
هوامش
  [1] إحالة إلى خطاب جورج وولكر بوش الذي قسم العالم إلى محورين: محور الخير ومحور الشر.
  [2] دكروب، فداء، (22 سبتمبر 2012). “إلياذة السابع من سبتمبر/ أيلول: يوم تمثل ستيفن هاربر أغاممنون”. نشرت في موندياليزاسيون، Mondialisation.caمعادة  27 سبتمبر 2012.
[3]  هيفايستوس إاله النار والتعدين. في الإلياذة، دعته ثيتيس، أم أخيل، الى ان يصنع لابنها اسلحة.
[4]  في إلياذة هوميروس، عندما عارض فويبوس ابولو أخيل السريع، تحت اسوار طروادة، أجابه اخيل غاضبا: “آه ابولو، الاكثر شؤما من جميع الآلهة، لقد ضللتني مبعدا اياي عن الاسوار.. بلا شك، فإن كثيرا من الطرواديين عضوا الأرض قبل أن يدخلوا إيليوس، وقد سلبت مني مجدا عظيما. لقد خلصتهم بسهوله، ولم تتهيب ثأري. ولكن، بالتأكيد، سأنتقم منك، عندما يصبح ذلك بإمكاني!”. إلياذة هوميروس، الشدو الثاني والعشرون، ترجمة لوكونت دو ليسل (1818 -1894).
[5]  صحيفة ديلي ستار. (31 جويلية/يوليو 2012). “Iran ‘will not allow enemy to advance’ in Syria”. Récupéré le 27 septembre 2012 de (إيران لن تسمح للعدو  بالتوغل في سورية).
[6] روايات الفروسية هي اعمال خيالية، نثرية في معظم الأحيان، أو شعرية مستوحاة أو محاكاة من رومانسيات البلاط وملاحم القرنين 11 و13 الميلاديين.
[7] نوردلاند، رود. (24 جويلية/يوليو 2012). “Al Qaeda Taking Deadly New Role in Syria’s Conflict”. dans The New York Times.  مسترجع 22 سبتمبر 2012.
[8]  صحيفة الجارديان. (30 يوليو 2012). “Al-Qaida turns tide for rebels in battle for eastern Syria”.  مسترجع 22 سبتمبر 2012.
[9] عبد الأحد، غيث. (23 سبتمبر 2012): الغارديان: “Syria: the foreign fighters joining the war against Bashar al-Assad.  مسترجع 25 سبتمبر 2012.”
 [10]  فيلا، جوستين. (13 جوان يونيو 2012). الاندبندنت:“Arab states arm rebels as UN talks of Syrian civil war”..  مسترجع 25 سبتمبر 2012.
 [11] ، أولريكي بوز. (25 جويلية يوليو 2012). “Christians Flee from Radical Rebels in Syria”. . الاسترجاع 27 سبتمبر 2012.
[12] مركز البحوث حول العولمة:
[13]  الآلهة الأولمبية هي الآلهة اليونانية، وهي تقيم وفقا للأساطير الميثولوجية على جبل أوليمبوسغذاؤها رحيق ونكتار، أوجدت آلهة أخرى. تنزل احيانا الى الارض، بين البشر الفانين، لمساعدتهم، أو لمعاقبتهم، وايضا للارتباط بهم، وانجاب أنصاف الآلهة أو الأبطال.
[14]  ولأن قمته تظل محجوبة عن البشر بسبب الغيوم، فإن أوليمبوس منتجع ايضا للآلهة اليونانية، إذ تختار هناك اقاماتها لتمضية الوقت واقامة الولائم وتأمل العالم.وصف هوميروس ذاك المكان بانه موضع مثالي وهادئ، لا تطاله تقلبات الجو كالأمطار والثلوج، أو الريح، حيث يمكن للآلهة أن تعيش في هناء تام.
 [15] في الأساطير اليونانية، التارتار هو الدرك الاسفل في الجحيم. وهو أيضا سجن الآلهة المسخوط عليها، من الجبابرة والعمالقة، وجميع الآلهة القديمة التي عارضت الأولمبيين.
 [16] شوسودوفسكي، ميشال. (26 سبتمبر 2012). “حرب ضد ايران تشعل الحرب العالمية الثالثة”. « Une guerre contre l’Iran déclenchera la Troisième Guerre mondiale ». ، نشرت في. Mondialisation.ca. الاسترجاع 27 سبتمبر 2012 من

Articles by: Fida Dakroub

Disclaimer: The contents of this article are of sole responsibility of the author(s). The Centre for Research on Globalization will not be responsible for any inaccurate or incorrect statement in this article. The Centre of Research on Globalization grants permission to cross-post Global Research articles on community internet sites as long the source and copyright are acknowledged together with a hyperlink to the original Global Research article. For publication of Global Research articles in print or other forms including commercial internet sites, contact: [email protected]

www.globalresearch.ca contains copyrighted material the use of which has not always been specifically authorized by the copyright owner. We are making such material available to our readers under the provisions of "fair use" in an effort to advance a better understanding of political, economic and social issues. The material on this site is distributed without profit to those who have expressed a prior interest in receiving it for research and educational purposes. If you wish to use copyrighted material for purposes other than "fair use" you must request permission from the copyright owner.

For media inquiries: [email protected]