تقسيم مصر

بقلم: المهدي داريوش ناظم رعایا / المهدي داريوس نازيمروايا
ترجمة : سيف الدين عبدالحميد
صحيفة صحيفة الصحافة
العدد:٦٣٢٧
السودان
التاريخ: ٢٨-فبراير-٢٠١١

مدخل

كان للاحتجاجات في تونس أثر مباشر في العالم العربي، فمصر التي تعتبر القطر العربي الأكبر تتكهرب الآن بالاضطراب الشعبي لإزالة نظام مبارك في القاهرة. ويجب أن نسأل ما هي الآثار التي يحملها هذا الحدث؟ فهل ستنظر الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف الناتو بكل بساطة إلى الشعب المصري وهو يكوِّن حكومة حرة؟
 
إن مَثل الديكتاتوريين العرب كمَثل بيت العنكبوت، فرغم أن العنكبوت تشعر بالأمان في بيتها لكن في الواقع أن بيت العنكبوت هو أوهن البيوت، فكل الديكتاتوريين والمستبدين من حكام العرب يعيشون الآن في خوفٍ بدءاً من المغرب وحتى المملكة العربية السعودية والإمارت العربية المتحدة. ومصر الآن تعيش على حافة ما يمكن أن يرقى إلى أحد أهم الأحداث الجيوسياسية في هذا القرن، فكل الفراعنة قديمهم وحديثهم لهم جميعاً نهاية فقد انقضت أيام مبارك بيد أن القوى التي تقف خلفه لم يُقضَ عليها بعد. ومصر تعتبر جزءاً مهماً من الإمبراطورية الأمريكية الدولية، فالحكومة الأمريكية وتل أبيب والاتحاد الأوربي والناتو لديهم جميعاً مصالح مهمة للإبقاء على مصر ليظل نظامها دميةً في أيديهم.ه

الولايات المتحدة وإسرائيل تريدان استخدام الجيش المصري لضبط الشعب المصري

 
عندما بدأت الاحتجاجات في مصر ذهب رؤساء الجيش المصري جميعاً إلى الولايات المتحدة وتشاوروا مع المسؤولين الأمريكيين بشأن الأوامر. فالمصريون مدركون تماماً أن النظام في القاهرة هو بيدق في خدمة الولايات المتحدة وإسرائيل، وهذا هو السبب في أن الشعارات المصرية لم توجه ضد نظام مبارك فحسب ولكنها وجهت أيضاً ضد الولايات المتحدة وإسرائيل في تشابهٍ لبعض شعارات الثورة الإيرانية. لقد ظلت الولايات المتحدة مشاركة في أي وجهٍ من وجوه أنشطة الحكومة المصرية، فالقاهرة لم تتخذ خطوة واحدة دون أن تستشير البيت الأبيض وتل أبيب إذ سمحت إسرائيل للجيش المصري أن يدخل المناطق الحضرية في شبه جزيرة سيناء. في واقع الأمر أن الحكومة الأمريكية باتت تعمل ضد الحرية في العالم العربي وما وراءه، فعندما يقول الرئيس أوباما إنه يجب أن تكون هناك فترة «انتقال» في مصر يعني ذلك أن الرئيس مبارك والنظام المصري يجب أن يبقوا آمنين فالولايات المتحدة لا تريد حكومة شعبية في القاهرة حيث قال مارتن إنديك ــ وهو مسؤول سابق في إدارة كلنتون بمجلس الأمن القومي الأمريكي إذ كان مسؤولاً عن الشرق الأوسط والصراع الإسرائيلي/ الفلسطيني كما أنه لصيق بإدارة أوباما ــ لصحيفة النيويورك تايمز إن على الولايات المتحدة أن تعمل في اتجاه حمل الجيش المصري على إدارة مصر ريثما [يمكن] أن تبرز قيادة سياسية معتدلة وشرعية. ولم يدعُ إنديك إلى سيطرة عسكرية في مصر فحسب بل استخدم أيضاً الكلام المزدوج لوزارة الخارجية الأمريكية ذلك أن المسؤولين الأمريكيين يقصدون بكلمة «معتدلة» الدكتاتوريات وأنظمة مثل المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن والمغرب وتونس بن علي، أما مفردة «الشرعية» في نظر المسؤولين الأمريكيين فتعني الأشخاص الذين يخدمون المصالح الأمريكية. ولكن تل أبيب تبدو أقل احتشاماً بكثير من الولايات المتحدة حيال الوضع في مصر، فقد كانت تل أبيب ــ خوفاً من فقدان القاهرة ــ تغري نظام مبارك لإطلاق قوة كاملة من الجيش المصري على المتظاهرين المدنيين كما كانت أيضاً تدافع عن نظام مبارك دولياً. وفي هذا الصدد فقد كان الدور الرئيس للجيش المصري دائماً هو مراقبة الشعب المصري وضبطه والحفاظ على نظام مبارك في السلطة فالعون العسكري الأمريكي المقدم لمصر يرمي لهذا الهدف وحده.ه

 

مصر الثورية: أهي إيران ثانية في الشرق الأوسط؟

إذا قرر الشعب المصري تأسيس حكومة سيادية حقيقية جديدة فإنها ستكون إيران ثانية في الشرق الأوسط وهذا من شأنه أن يحدث تغييراً جيوسياسياً إقليمياً ودولياً كبيراً وهو تغيير سيربك ويعطل بشكلٍ بالغ مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا والاتحاد الأوربي والناتو بحيث يرقى إلى خسارةٍ
هائلة كتلك التي حدثت في إيران عام ١٩٧٩م. وإذا برزت حكومة ثورية جديدة في القاهرة فإن محادثات السلام الإسرائيلية/ الفلسطينية الزائفة ستنتهي وستنتهي مجاعة فلسطينيِّي قطاع غزة وسيتقوض حجر زاوية الأمن العسكري الإسرائيلي ومن المحتمل أن يكسب التحالف الإيراني/ السوري عضواً جديداً مهماً. وقد عبَّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مخاوف تل أبيب حيال تحالف مصر مع إيران وفتح بوابة جديدة للنفوذ الإيراني وذلك في خطاب قال فيه: (إن طهران في انتظار اليوم الذي يخيم فيه الظلام في مصر). ونتنياهو مُحقٌّ في شيءٍ واحد ذلك أن وزارة الخارجية الإيرانية كانت تراقب الأحداث في مصر بتلهف شديد وأن الإيرانيين كانوا في انتظار تكوين حكومة ثورية جديدة يمكن أن تنضم إلى إيران وجبهة المقاومة. كانت طهران مغتبطة وكانت إيران تضج بخطب مسؤوليها حول ما يعتقدون أنه «صحوة إسلامية». وفي الوقت الذي أدلى فيه أعضاء جبهة المقاومة العرب ببيانات هامسة حيال الاحتجاجات في مصر كانت إيران غير العربية جهيرة الصوت في تأييدها للمتظاهرين في العالم العربي. فسوريا أبدت تعليقات محدودة بسبب مخاوفها هي نفسها من الثورة في الداخل، كما كان حزب الله وحماس أيضاً متحفظيْن نسبياً حول موقفيهما حيال الاحتجاجات في العالم العربي لأنهما يريدان تجنب الاستهداف من جانب الأنظمة العربية من خلال اتهامهما بالتدخل. إن ما يسمى بالأنظمة العربية «المعتدلة» تسعى في أية فرصة لتشويه سمعة هؤلاء اللاعبين العرب، ومن ناحية أخرى فإن الحكومة التركية التي تحتفظ بعلاقات لصيقة مع الأنظمة العربية كانت أيضاً صامتة حيال الاحتجاجات في العالم العربي. أما إسرائيل فتهيئ نفسها للواقع المحتمل الذي يتمثل في تبوؤ حكومة عدائية السلطة في القاهرة الشيئ الذي سيحدث إذا نجح الشعب المصري، وتل أبيب لديها خطط طوارئ عسكرية/ أمنية سرية بالنسبة لمصر تحملها الكلمات التالية التي قالها نتنياهو للكنيست الإسرائيلي: (إن اتفاقية السلام لا تضْمَن وجود السلام [بين إسرائيل ومصر]، ولذا لكيما نحمي الاتفاقية ونحمي أنفسنا في الحالات التي تتلاشى فيها الاتفاقية أو تنتهك بسبب تغيير النظام في الجانب الآخر فإننا نحميها بالترتيبات الأمنية على الأرض).ه

 
 

تهديدات التدخل العسكري الأمريكي والإسرائيلي والأطلسي في مصر: استحضار غزو مصر عام ١٩٥٦م

هناك أيضاً فرصة لتجديد الحرب مع إسرائيل بل هناك فرصة حتى للتدخل العسكري الأمريكي والأطلسي في مصر، فالتهديد بالتدخل العسكري في مصر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، ففي عام ١٩٥٦م هاجم البريطانيون والفرنسيون والإسرائيليون معاً مصر عندما قام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قنال السويس وباستحضار عام ١٩٥٦م يمكن أن تفعل الولايات المتحدة وحلف الأطلنطي ذات الشيء، فقد قال الجنرال جيمس ماتيس قائد القيادة المركزية الأمريكية إن الولايات المتحدة ستتعامل مع مصر «دبلوماسياً واقتصادياً [و] عسكرياً» إذا أغلقت مصر قنال السويس أمام الولايات المتحدة وحلفائها. ففي عام ٢٠٠٨م اقترح نورمان بودهوريتز خلق سيناريو كابوسي خيالي حيث يقوم الإسرائيليون في هذا السيناريو الكابوسي بالاحتلال العسكري لمصافي النفط والموانئ البحرية في الخليج الفارسي لضمان «أمن الطاقة» ويقومون أيضاً بشنِّ ما يسمى بهجومٍ نوويٍّ استباقي على إيران وسوريا ومصر. والأسئلة الرئيسة التي أثيرت عام ٢٠٠٨م هي: «لصالح من يكون أمن الطاقة» ولماذا مهاجمة مصر حيث ظلت حكومة مبارك حليفاً إسرائيلياً وفياً؟ هل سيهاجم الإسرائيليون مصر إذا برزت حكومة ثورية في القاهرة؟ فهذا هو عين ما حدث بعد أعوامٍ قليلة من تسلم جمال عبد الناصر السلطة من محمد نجيب في مصر. وهل هجومٌ عسكريٌّ كهذا على مصر له صلة بخطط الطوارئ العسكرية/ الأمنية السرية لإسرائيل والتي أكدها نتنياهو للكنيست الإسرائيلي؟ وهل سيناريو كابوسي كهذا والذي يشمل استخدام الأسلحة النووية احتمالاً لا شك فيه؟ إن بودوريتز لديه علاقات لصيقة مع كلا المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين ويجدر بالذكر أيضاً أنه تسلم وسام الحرية الرئاسي الأمريكي لتأثيره الفكري في الولايات المتحدة وهو أحد الموقعين الأصليين على مشروع القرن الأمريكي الجديد جنباً إلى جنب مع إليوت آبرامز وريتشارد شيني وجون بوش ودونالد رمسفيلد واستين فوربس وبول وولفويتز. ومشروع القرن الأمريكي الجديد حدد أساساً الخطط لتحويل أمريكا إلى إمبراطورية دولية من خلال السيطرة العسكرية في الخارج وإقرار العسكرة الداخلية.ه

الفوضى المنظمة وتهديدات البلقنة في مصر: خطة ينون قيد العمل
 
إن مصر لا يمكن أن تدار بواسطة نظام مبارك والولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهم أكثر من ذلك، وبالتالي فإن الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما يعملون الآن لتقسيم مصر وزعزعة استقرارها بحسبانها الدولة العربية الأقوى حتى لا يبرز تحدٍّ استراتيجي من تلقاء القاهرة. فالهجمات على المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير بقلب القاهرة بواسطة بلطجية نادي «الفيتو» التابعين لمبارك الممتطين ظهور الجمال والخيول كانت حدثاً مرتباً ترتيباً مرحلياً لخلق دعم شعبي خارج العالم العربي للحصول على رجلٍ دكتاتوريٍّ قوي في القاهرة، وهو حدث مثَّل صورةً نمطية وموقفاً شرقياً خاطئاً حول العرب وشعوب الشرق الأوسط، ولم يكن مدهشاً إذا لعبت الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا أدواراً مباشرة أو استشارية في الحدث. وفي مفارقة كبيرة عن الواقع أعد إعلام نظام مبارك المملوك للدولة تقريراً عن التأييد الشعبي لمبارك بملايين المصريين وقبول واسع بخطابه وخطط «حكومته الانتقالية». ويحاول ذات الإعلام المملوك للدولة ــ في إبداء يأس ــ إلقاء اللوم على إيران وحلفائها العرب للاحتجاجات المصرية، فوسائل الإعلام المصرية المملوكة للدولة قالت إن جنود الكوماندوز الإيرانيين وقوات خاصة جنباً إلى جنب مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية كانوا في مهام تتعلق بزعزعة الاستقرار والتخريب ضد مصر. ولم تكن هذه الأشكال من الاتهامات التي يلقيها النظام في القاهرة جديدة، فاليمن والبحرين والأردن ومحمود عباس جميعهم يفعلون ذات الشيء. ونظام مبارك ألقى اللوم على إيران وحزب الله والتيار الوطني الحر وسوريا وحماس للتدخل والتحريض على الثورة عدة مرات في الماضي، فعندما انتقد التيار الوطني الحر نظام مبارك بسبب معاملة المسيحيين المصريين اتهم نظام مبارك من ناحيته ميشيل عون بالفتنة الطائفية. ومن ناحية أخرى اتهم حزب الله بإحداث الفوضى في مصر عندما طلب حسن نصر الله من الشعب المصري التضامن مع الفلسطينيين وطلب أن تقوم حكومته بالسماح للعون الإنساني أن يذهب إلى أهل غزة.ه

الفوضى المنظمة تعمل

رغم أن بلطجية مبارك يحدثون أيضاً الفوضى في مصر في محاولة للإبقاء على نظامه في السلطة، لكن عقيدة «الفوضى المنظمة» تستخدم بواسطة لاعبين خارجيين مع وجود خطة ينون الإسرائيلية في البال. يبدو أن جعل المصريين يقاتلون بعضهم البعض وتحويل مصر إلى دولة مقسمة وغير آمنة ــ تماماً مثل العراق الآنجلو/ أمريكي ــ هو هدف الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما، فخلق التوترات بين مسلمي مصر ومسيحييها الذي يشمل الهجمات على الكنائس القبطية هو أمر مرتبط بهذه الخطة، ففي اليوم الثالث عشر للاحتجاجات في مصر هاجم رجال مسلحون يستغلون دراجات نارية كنيسة مار جرجس في مدينة رفح بالقرب من غزة وإسرائيل. إن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تريدان إيران ثانية في الشرق الأوسط وسيفعلان كل ما بوسعهما لمنع بروز دولة مصرية قوية ومستقلة، فوجود دولة مصرية حرة داخل العالم العربي قد تثبت أنها أكبر مهدد لأهداف الولايات المتحدة وإسرائيل ومنظمة حلف الأطلنطي من دولة إيران غيرالعربية.ه 

النسر المصري بطل الاستقلال العربي

كانت مصر ذات مرة تمثل تحدياً استراتيجياً كبيراً للولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا في العالم العربي وإفريقيا، فمصر الناصرية ساعدت المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر ودعمت الفلسطينيين دعماً صريحاً ضد الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم ودعمت المقاومة اليمنية ضد الاحتلال البريطاني في اليمن الجنوبي ووقفت عائقاً أمام شرعية الهاشميين الذين نصَّبتهم بريطانيا وأمام بيت آل سعود المدعوم أمريكياً كما قدمت الدعم لحركات التحرر الوطني والحركات المناهضة للامبريالية. إن القاهرة الواقعة تحت حكومة ثورية ــ سواءً أكانت مرتبطة ارتباطاً عميقاً مع الإسلام أم غير مرتبطة ــ يمكن أن تقدم للعالم العربي زعيماً جديداً من شأنه أن يبتعث العروبة ويجعل تل أبيب قلقة حيال محاولة شنّ الحروب وحشد العرب والشعوب الأخرى على نطاق العالم في ثورة ضد الحلف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة وحلفاؤها. إن مصر لم تتحرر من الاسترقاق بعد، فالشعب المصري يجب عليه أيضاً أن يعالج دور الرأسمالية العالمية في دعمها نظام مبارك ويجب عليه في ذات الوقت أن يبقى موحداً، فإذا نجح في ذلك فإنه سيخلق أثراً كبيراً على تاريخ القرن الحالي.ه

*مؤلف مستقل يعيش في أوتاوا، وهو أخصائي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وباحث مشارك في مركز أبحاث العولمة  


Comment on Global Research Articles on our Facebook page

Become a Member of Global Research


About the author:

An award-winning author and geopolitical analyst, Mahdi Darius Nazemroaya is the author of The Globalization of NATO (Clarity Press) and a forthcoming book The War on Libya and the Re-Colonization of Africa. He has also contributed to several other books ranging from cultural critique to international relations. He is a Sociologist and Research Associate at the Centre for Research on Globalization (CRG), a contributor at the Strategic Culture Foundation (SCF), Moscow, and a member of the Scientific Committee of Geopolitica, Italy.

Disclaimer: The contents of this article are of sole responsibility of the author(s). The Centre for Research on Globalization will not be responsible for any inaccurate or incorrect statement in this article. The Centre of Research on Globalization grants permission to cross-post Global Research articles on community internet sites as long the source and copyright are acknowledged together with a hyperlink to the original Global Research article. For publication of Global Research articles in print or other forms including commercial internet sites, contact: [email protected]

www.globalresearch.ca contains copyrighted material the use of which has not always been specifically authorized by the copyright owner. We are making such material available to our readers under the provisions of "fair use" in an effort to advance a better understanding of political, economic and social issues. The material on this site is distributed without profit to those who have expressed a prior interest in receiving it for research and educational purposes. If you wish to use copyrighted material for purposes other than "fair use" you must request permission from the copyright owner.

For media inquiries: [email protected]